صفحات منسية

وفاة الخليفة أبو جعفر المنصور

الزمان/ 6 ذي الحجة – 158هـ

المكان/ بئر ميمونة من أرض مكة

الموضوع/ وفاة أبي جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس

ترجمته  /

مفكرة الإسلام : هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس المعروف بأبي جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس ولد في الحميمة _ الحميمة تصغير الحمة بلد من أرض الشراة من أعمال عمان والحمة حجارة سوداء تراها لاصقة بالأرض والحمة أيضا العين الحارة يستشفي بها المرضى، والشراة جبل صلد لا ينبت شيئا وهي صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة التي كان يسكنها ولد علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب في أيام بني مروان _ سنة [95 هـ] وأمه بربرية تدعى سلامة .

أخرج الخطيب وابن عساكر وغيرهما من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي قال الذهبي إسناده صالح، وأخرج ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ‘منا القائم ومنا المنصور ومنا السفاح ومنا المهدي فأما القائم فتأتيه الخلافة ولم يهرق فيها محجمة من دم _ والمحجمة هي الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المص وتسمى كأس الحجام _، وأما المنصور فلا ترد له راية، وأما السفاح فهو يسفح المال والدم وأما المهدي فيملؤها عدلا كما ملئت ظلما’، وعن المنصور قال: رأيت كأني في الحرم وكأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الكعبة وبابها مفتوح فنادى مناد أين عبد الله فقام أخي أبو العباس حتى صار على الدرجة فأدخل فما لبث أن خرج ومعه قناة _ أي رمح _ عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع، ثم نودي أين عبد الله فقمت على الدرجة فأصعدت وإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر وبلال فعقد لي وأوصاني بأمته وعمني بعمامة فكان كورها ثلاثة وعشرين وقال خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة .

ولي أبو جعفر الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة [136 هـ]، وكان عارفا بالفقه والأدب مقدما في الفلسفة والفلك محبا للعلماء؛ أخبرنا محمد بن عمر قال حج أبو جعفر فدعا الحسن بن زيد _ وهو حفيد الحسن بن علي بن أبي طالب ولي إمرة المدينة وهو والد السيدة نفيسة _ ودعا ابن أبي ذئب فأراد أن يغري الحسن بابن أبي ذئب فقال لابن أبي ذئب نشدتك الله ما تعلم من الحسن بن زيد، قال أما إذ نشدتني فإنه يدعونا فيستشيرنا فنخبره بالحق فيدعه ويعمل بهواه إن اشتهى شيئا أخذ به وإن لم يرده تركه، فقال الحسن بن زيد نشدتك الله يا أمير المؤمنين إلا سألته عن نفسك، فقال أبو جعفر لابن أبي ذئب نشدتك بالله ما تعلم مني ألست أعمل بالحق ألا تراني أعدل، فقال ابن أبي ذئب أما إذ نشدتني بالله فأقول اللهم لا؛ ما أراك تعدل وإنك لجائر وإنك لتستعمل الظلمة وتدع أهل الخير والفضل، قال محمد بن عمر فحدثني محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي وأخبرت عن عيسى بن علي قالوا نحن عند أبي جعفر حين كلمه ابن أبي ذئب بما كلمه به من ذلك الكلام الشديد فظننا أن أبا جعفر سيعاجله فجعلنا نكف إلينا ثيابنا ونتنحى مخافة أن يصيبنا من دمه، قال وجزع أبو جعفر واغتم وقال له قم فاخرج، قال ورزقه الله السلامة من أبي جعفر، فخرج ابن أبي ذئب إلى أم ولده سلامة وهي معه فقال احتسبي دنانيرك التي كان حسن بن زيد يجريها عليك، قالت ولم؟ قال سألني أبو جعفر عنه فقلت له كذا وكذا وحسن حاضر، فقالت ففي الله خلف وعوض منها، قال فخرج حسن بن زيد وذكر ذلك لابن أبي الزناد قال والله ما ساءني كلامه ولقد علمت أنه أراد الله بذلك ولم يرد به الدنيا ولا رضى أبي جعفر ولكن كان ذلك الحق عنده فأراد الله به فلما كان رأس الهلال زاده حسن بن زيد خمسة دنانير أخرى في كل شهر فصارت عشرة فلم يزل يجريها عليه في كل شهر حتى مات وقال إنما زدته ذلك لإرادته الله .

أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت مالك بن أنس يقول لما حج أبو جعفر المنصور دعاني فدخلت عليه فحادثته وسألني فأجبته فقال إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها يعني الموطأ فتنسخ نسخا ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها بنسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها لا يتعدوه إلى غيره ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث فإني رأيت أصل العلم رواية المدينة وعلمهم، قال فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا؛ فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم وإن ردهم عما قد اعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه وما اختار كل أهل بلد منهم لأنفسهم، فقال لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرت به .

وحدث أبو سعيد الثعلبي قال لما خرج إبراهيم ومحمد ابني عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب على أبي جعفر المنصور أراد أن يستعين بأهل الثغور فأبوا ذلك فوقع في يد ملك الروم الألوف منهم أسرى وكان ملك الروم يحب أن يفادي بهم ويأبى أبو جعفر فكتب الأوزاعي إلى جعفر كتابا جاء فيه: أما بعد فإن الله تعالى استرعاك أمر هذه الأمة لتكون فيها بالقسط قائما وبنبيه صلى الله عليه وسلم في خفض الجناح والرأفة متشبها، وإن المشركين غلبوا عام أول واستنزلوا العواتق _ جمع عاتقة وهي الشابة أول ما أدركت خدرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج أي لم تنقطع عنهم إليه _ والذراري من المعاقل والحصون فليتق الله أمير المؤمنين وليسرع بمفاداتهم ليخرج من محجة الله تعالى فإن الله تعالى قال لنبيه: [وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا] وقد بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ‘إني لأسمع بكاء الصبي خلفي في الصلاة فأتجوز فيها مخافة أن تفتتن أمه’ فكيف بتخليتهم يا أمير المؤمنين في أيدي عدوهم يمتهنونهم ويتكشفون منهم ما لا نستحله نحن إلا بنكاح وأنت راعي الله والله تعالى فوقك ومستوف منك يوم توضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين، فلما وصل إليه كتابه أمر بالفداء .

وكان أول ما ترجم من كتب اليونانيين في الملة على أيام أبي جعفر المنصور حيث بعث أبو جعفر المنصور إلى ملك الروم أن يبعث إليه بكتب التعاليم مترجمة فبعث إليه بكتاب أوقليدس وبعض كتب الطبيعيات فقرأها المسلمون واطلعوا على ما فيها وازدادوا حرصا على الظفر بما بقي منها .

وفي عهده شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير؛ قال الذهبي: في سنة ثلاث وأربعين شرع علماء الإسلام في هذا العصر في تدوين الحديث والفقه والتفسير فصنف ابن جريج بمكة، ومالك الموطأ بالمدينة، والأوزاعي بالشام، وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة، ومعمر باليمن، وسفيان الثوري بالكوفة، وصنف ابن إسحاق المغازي، وصنف أبو حنيفة رحمه الله الفقه والرأي، ثم بعد يسير صنف هشيم والليث وابن لهيعة ثم ابن المبارك وأبو يوسف وابن وهب، وكثر تدوين العلم وتبويبه؛ فدونت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس، وقبل هذا العصر كان الأئمة يتكلمون من حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة .

وقتل المنصور خلقا كثيرا حتى استقام له الملك ففي ذي القعدة من عام [132 هـ] قتل الأمير أبو خالد يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين وله خمس وأربعون سنة وهو آخر من جمع له العراقان وكان شهما طويلا شجاعا خطيبا مفوها وكان من الأكلة وله في كثرة الأكل أخبار ولما تواقع هو وبنو العباس هرب إلى واسط فحاصروه بها وثبت معه معن بن زائدة الشيباني وكان المنصور يعيره فيقول ابن هبيرة يخندق على نفسه كالنساء، فأرسل إليه أبو هبيرة أن ابرز إلي، فقال المنصور خنزير قال لأسد ابرز إلي، فقال الأسد ما أنت بكفء لي، قال الخنزير لأعرفن السباع أنك جبنت، قال الأسد احتمال ذلك أيسر من تلطخ براثني بدمك، ثم أمنه المنصور وغدر به وقال لا يعز ملك وأنت فيه وقتل وهو ساجد وكان أبو مسلم الخراساني هو الذي أغرى بقتل ابن هبيرة فناله نفس المصير .

فحين صدرت من أبي مسلم أسباب وقضايا غيرت قلب المنصور عليه عزم على قتله وبقي حائرا بين الاستبداد برأيه أو الاستشارة فقال يوما لابن قتيبة الباهلي ما ترى في أمر أبي مسلم قال: [لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا] فقال: حسبك يا ابن قتيبة لقد أودعتها أذنا واعية،   وكان أبو مسلم قد حج فلما عاد نزل الحيرة التي عند الكوفة وكان بها نصراني عمره مائتا سنة يخبر عن الكوائن فأحضره وسمع كلامه وكان في جملته أنه يقتل وقال له إن صرت إلى خراسان سلمت فعزم على الرجوع إليها فلم يزل المنصور يخدعه بالرسائل حتى أحضره إليه وكان أبو مسلم ينظر في كتب الملاحم ويجد خبره فيها وأنه مميت دولة ومحيي دولة وأنه يقتل ببلاد الروم، وكان المنصور يومئذ برومية المدائن التي بناها كسرى وهي بلدة بالقرب من بغداد على دجلة بالجانب الغربي ولم يخطر بقلب أبي مسلم أنها موضع قتله، فلما دخل على المنصور رحب به وأذن له فدخل على فرسه ورحب به وعانقه وقال انصرف إلى منزلك وضع ثيابك وادخل الحمام وجعل ينتظر به الفرص فأقام أياما يأتي أبا جعفر فيرى كل يوم من الإكرام ما لم يره قبل ثم أقبل على التجني عليه فأتى أبو مسلم الأمير عيسى بن موسى فقال اركب معي إلى أمير المؤمنين فإني قد أردت عتابه قال تقدم وأنا أجيء قال إني أخافه قال أنت في ذمتي قال فأقبل فلما صار في الرواق الداخل قيل له أمير المؤمنين يتوضأ للصلاة فقعد تحت الرواق ورتب المنصور له جماعة فإذا عاتبه لا يظهرون، فإذا ضرب يدا على يد ظهروا وضربوا عنقه، ثم جلس المنصور ودخل عليه أبو مسلم فسلم فرد عليه وأذن له في الجلوس وحادثه ثم عاتبه وقال فعلت وفعلت فقال أبو مسلم ما يقال هذا لي بعد سعيي واجتهادي وما كان مني، فقال له يا ابن الخبيثة إنما فعلت ذلك بجدنا وحظنا ولو كان مكانك أمة سوداء لعملت عملك، ألست الكاتب إلي تبدأ بنفسك قبلي، ألست الكاتب تخطب عمتي آسية وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن العباس، لقد ارتقيت لا أم لك مرتقى صعبا، فأخذ أبو مسلم بيده يعركها ويقبلها ويعتذر إليه، فقال له المنصور وهو آخر كلامه قتلني الله إن لم أقتلك ثم صفق بإحدى يديه على الأخرى فخرج إليه القوم بسيوفهم والمنصور يصيح اضربوا قطع الله أيديكم، وكان أبو مسلم قد قال عند أول ضربة استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك، قال إذا لا أبقاني الله أبدا وأي عدو أعدى منك، ولما قتله أدرجه في بساط فدخل عليه جعفر بن حنظلة فقال له المنصور ما تقول في أمر أبي مسلم فقال يا أمير المؤمنين إن كنت أخذت من رأسه شعرة فاقتل ثم اقتل ثم اقتل فقال المنصور وفقك الله هاهو في البساط فلما نظر إليه قتيلا قال يا أمير المؤمنين عد هذا اليوم أول خلافتك فأنشد المنصور:

فألقت عصاها واستقرت بها النوى            كما قر عينا بالإياب المسافر

ثم أقبل المنصور على من حضره وأبو مسلم طريح بين يديه وأنشد:

زعمت أن الديـن لا يقتضي        فاستوف بالكيل أبا مجرم

اشرب بكأس كنت تسقي بها         أمر في الحلق من العلقم

وكان المنصور بعد قتله أبا مسلم كثيرا ما ينشد جلساءه قول بعضهم:

طوى كشحه عن أهل كل مشورة   وبات يناجي عزمه ثم صممـا

وأقدم لما لم يجـد ثـم مذهبـا     ومن لم يجد بدا من الأمر أقدما

وفي سنة أربعين شرع في بناء مدينة بغداد وقد حكي أن المنصور لما أراد بناء بغداد استشار خالد بن برمك في هدم الإيوان وإدخال آلته في عمارة بغداد فقال له لا تفعل يا أمير المؤمنين، فقال أبيت إلا التعصب للفرس فقال ما الأمر كما ظن أمير المؤمنين ولكنه أثر عظيم يدل على أن ملة ودينا وقوما أذهبوا ملك بانيه لدين وملك عظيم، فلم يصغ إلى رأيه وأمر بهدمه فوجد النفقة عليه أكثر من الفائدة بنقضه فتركه، فقال خالد الآن أرى يا أمير المؤمنين أن تهدمه لئلا يقال إنك عجزت عن خراب ما عمره غيرك ومعلوم ما بين الخراب والعمارة فعلى قول الموبذان إنه خرب إيوان سابور بن أردشير وعلى قول غيره إنه لم يلتفت إلى قوله أيضا وتركه، ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس، فخبرته بما تدل النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها، ثم قلت وأخبرك خلة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين قال وما هي، قلت نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه، قال فتبسم وقال الحمد لله على ذلك هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد كان السبب الباعث له على بنائها أن الرواندية لما وثبوا عليه بالكوفة ووقاه الله شرهم بقيت منهم بقية فخشي على جنده فخرج من الكوفة يرتاد لهم موضعا لبناء مدينة فسار في الأرض حتى بلغ الجزيرة فلم ير موضعا أحسن لوضع المدينة من موضع بغداد الذي هي فيه الآن وذلك بأنه موضع يغدا إليه ويراح بخيرات ما حوله في البر والبحر وهو محصن بدجلة والفرات من هاهنا وهاهنا لا يقدر أحد أن يتواصل إلى موضع الخليفة إلا على جسر، وقد بات به المنصور قبل بنائه ليالي فرأى الرياح تهب به ليلا ونهارا من غير انجعار ولا غبار، ورأى طيب تلك البقعة وقد كان في موضعها قرى وديار لعباد النصارى وغيرهم، فحينئذ أمر المنصور باختطاطها فرسموها له بالرماد، فمشى في طرقها ومسالكها فأعجبه ذلك، ثم سلم كل ربع منها لأمير يقوم على بنائه وأحضر من كل البلاد فعالا وصناعا ومهندسين فاجتمع عنده ألوف منهم، ثم كان هو أول من وضع لبنة فيها بيده وقال بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم قال ابنو على بركة الله، وكمل بناء بغداد في سنة ست وأربعين ومائه .

وفي سنة إحدى وأربعين كان ظهور الراوندية القائلين بالتناسخ فقتلهم المنصور .

وفي سنة [145 هـ] كان خروج الأخوين محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فظفر بهما المنصور فقتلهما وجماعة كثيرة من آل البيت فإنا لله وإنا إليه راجعون وكان المنصور أول من أوقع الفتنة بين العباسيين والعلويين وكانوا قبل شيئا واحدا وآذى المنصور خلقا من العلماء ممن خرج معهما أو أمر بالخروج قتلا وضربا وغير ذلك منهم أبو حنيفة وعبد الحميد بن جعفر وابن عجلان وممن أفتى بجواز الخروج مع محمد على المنصور مالك بن أنس رحمه الله وقيل له إن في أعناقنا بيعة للمنصور فقال إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين .

أما عن الصوائف والشواتي وهي الحملات العسكرية التي كانت تخرج صيفا وشتاء لغزو بلاد الروم وآسيا الوسطى وذلك بعد أن توقفت الفتوحات الواسعة منذ أواخر عهد الأمويين فمنذ بداية هذا العصر بدأ العباسيون في إرسال الصوائف والشواتي لإظهار القوة وردع الروم الذين يعتدون على حدود المسلمين من حين لآخر وكانت أهم هذه الحملات هي :

بعد عام تقريبا من ولاية المنصور [137 هـ] سارع عمه صالح بن علي على رأس صائفة فاسترجع ‘ملاطية’ وتوغل في بلاد الروم .

وفي عام [141 هـ] بنى المنصور ثغر ‘المصيصة’ لتنطلق منه الحملات إلى بلاد الروم .

وقام المهدي بأمر من أبيه المنصور بغزو ‘طبرستان’ .

وفي عام [143 هـ] قتل أهل الديلم عددا من المسلمين فغزاهم المنصور بنفسه .

وفي عام [153 هـ] غزا المسلمون الروم بقيادة مغيوف بن يحيى الحجوري وغنموا كثيرا ووقع في أيديهم ستة آلاف أسير .

ومن آثاره التي بناها مدينة المصيص والرافقة بالرقة، وشرع العرب في أيامه يطلبون علوم اليونان والفرس، عمل في عهده أول إسطرلاب في الإسلام صنعه محمد بن إبراهيم الغزاري وتوفي عند بئر ميمون من أرض مكة سنة [158 هـ] ودفن في الحجون بمكة وكانت مدة خلافته 22 سنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى