مؤتمر اليهود الأول – حجر الأساس
الزمان/ 2 ربيع ثان – 1315هـ
المكان/ مدينة بال – سويسرا
الموضوع / اليهود يعقدون أول مؤتمر عالمي لإقامة دولة إسرائيل الكبرى
الأحداث/
حاول اليهود من قديم الأزل إيجاد موطأ قدم لهم في بقعة من البقاع تكون لهم نقطة تجمع حتى يفروا مما كتب عليهم من الهوان والذل بما كسبت أيديهم عبر العصور , ولقد تجسد هذا الحلم عندهم في أرض الشام عموماً وفلسطين وسيناء خصوصاً لذلك حاول اليهود التسلل إلى بلاد الشام عن طريق الهجرة وشراء الأراضي ولكن سلاطين أل عثمان كانوا يدركون خطورة ذلك فوقفوا بالمرصاد لتلك المحاولات فأصدروا أوامر مشددة لولاة الشام تحرم على اليهود سكنى فلسطين وسيناء فلقد أصدر السلطان سليم الأول عام 924هـ فرماناً يمنع اليهود من الهجرة إلى سيناء ثم تبعه ابنه السلطان سليمان بفرمان آخر يؤكد الأول ولكن اليهود لم يتوقفوا عن بذلك المحاولات المتكررة لتحقيق هدفهم فقاد أحدهم وهو إبراهام اليهودي حملة للهجرة إلى سيناء ولم تكتشف هذه الهجرات إلا عندما اشتكى رهبان دير سانت كاترين للدولة العثمانية من أذى اليهود فأدى ذلك لأن يصدر السلطان مراد الثالث ثلاث فرمانات بطرد اليهود من سيناء .
حاول اليهود استخدام نفوذ الدول الأجنبية للضغط على الدولة العثمانية للسماح لليهود بالهجرة أو شراء أراضي بالشام فرفضت الدولة العثمانية بشدة وأصدرت فرمانات بمنع دخول يهود روسيا ورومانيا وبلغاريا لفلسطين , ولكن عن طريق الحيلة تارة والرشوة تارة أخرى دخل بعض اليهود إلى فلسطين وتنبه عرب فلسطين لذلك فأرسلوا رسالة للخليفة ‘عبد الحميد الثاني’ بالأمر فجدد القرارات الخاصة بطرد اليهود ومنع استيطانهم في فلسطين وكان الخليفة ‘عبد الحميد الثاني’ من أشد الناس على اليهود وكان مدركاً لحقيقة مخططاتهم لذلك حاول بعض اليهود الكبار وهو الصحفي النمساوي ‘تيودور هرتزل’ بعرض مبلغ خمسين مليون جنيه ذهبي مساعدة للخليفة ومعونات أخرى سخية نظير التنازل عن فلسطين لكي يؤسسوا فيها دولة فرفض الخليفة ‘عبد الحميد الثاني ‘ الطلب بشدة وقال كلمته الشهيرة : ‘إن فلسطين ليست أرضي إنما أرض المسلمين الذين حاربوا في سبيل هذه الأرض ورواه بدمه دع اليهود يحتفظوا بملايينهم فإذا تفككت إمبراطوريتي فإن اليهود قد يحصلون على فلسطين بدون مقابل ولكنه لن يصلوا إليها إلا على أشلاء أجسامنا بعد تمزيق أوصالها ‘ .
عندما وصلت جهود اليهود إلى هذه النقطة قرروا تغيير خططهم واتباع إستراتيجية جديدة تتمثل في تجميع جهود كل يهود العالم لوضع حجر الأساس للمأوى الذي سيقيم فيه اليهود فعقدوا أول مؤتمر عالمي لهم في 2 ربيع ثان 1315هـ في مدينة بال بسويسرا وتم فيه عرض الفكرة والمفاضلة بين ثلاثة أماكن تصلح كوطن لليهود ‘فلسطين – كينيا – الأرجنتين’ ولقد نصحهم ‘هرتزل’ بعد التفكير في فلسطين ذلك لأنه شعر بخطورة هذا المكان وأن أهله لن يسكتوا على دخول اليهود ولكنهم أصروا على فلسطين ومن كلمات هرتزل في المؤتمر ‘الصهيونية هي عودة اليهود لليهودية حتى قبل عودتهم إلى الأرض اليهودية’ وهذه الكلمة تعني أنه لابد من صبغ الاتجاه لاغتصاب أرض فلسطين بالصبغة العقدية اليهودية , وفي نهاية المؤتمر قرر المتآمرون تأسيس الوطن اليهودي في فلسطين بصورة قانونية على الصعيد الدولي وقانونه الذي يسمح باغتصاب أرض الغير .
الجدير بالذكر هنا إن هذه الدعوة لم تكن أول دعوات اليهود للتجميع فقد سبق هذا المؤتمر عدة دعاوى ولكنها كانت محاولات فردية ومن هذه الدعوات :
– دعوة دافيد روبيني في القرن السادس عشر الميلادي لزعماء اليهود لغزو فلسطين وتأسيس دولة يهودية في أراضيها .
– دعوة نابليون بونابرت أثناء حصاره لمدينة عكا سنة 1214هـ ليهود العالم وأطلق بياناً باسم ‘الورثة الشرعيين لفلسطين’ للاستيلاء على فلسطين .
– محاولة حاييم مونتفيور وهو سمسار إيطالي الأصل شراء فلسطين من محمد علي عندما استولى عليها وإقامة وطن قومي لليهود فيها ولكن محمد على رفض طلبه .
– دعوة الحاخام كاليشار في كتابه ‘البحث عن صهيون’ سنة 1290هـ وقال فيه : على اليهود أن يبادروا إلى استعمار فلسطين فوراً وبلا تردد وردد نفس الشئ موسى هينس اليهودي الألماني في كتابه روما والقدس ودعا فيه لإنشاء دولة يهودية والبدء عملياً في إنشاءها في فلسطين .
