مؤامرة الفاطميين
الزمان/ 2 رمضان – 569هـ
المكان / الديار المصرية
الموضوع / صلاح الدين يحبط مؤامرة لإعادة حكم الفاطميين للديار المصرية .
الأحداث /
مفكرة الإسلام : إن الناظر لأحداث التاريخ خاصة في فترات قيام الدول وانهيارها يرى أموراً عجيبة ويخرج بدروس مفيدة , من أهمها أن الشر دائماً له أتباع وأعوان حريصون كل الحرص على بقاء دولة الشر والباطل وهم الملأ الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه الحكيم وهم جنود فرعون في قصة موسى عليه السلام وهم أولياء الشيطان الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت , وعندما تنهدم دولة الشر فإن هؤلاء يعملون دائماً على عودتها بشتى الطرق حتى ولو كانت نهايتهم في سبيل دولة الشر وصفحتنا تلك صورة من صور مؤامرات الشر لإزالة الحق والخير .
عندما دخل أسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي الديار المصرية وتم القضاء على الوزير الخائن شاور ورد خطر الصليبيين عن مصر استتب الأمر لأسد الدين شيركوه ولكنه ما لبث أن مات سريعاً بعد شهرين وتولى مكانه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي الذي شرعه منذ توليه الأمور لأن يقضي على الدولة الفاطمية الخبيثة ويقطع دابرها من الديار المصرية وحدد إقامة الخليفة العاضد في قصره وعزل قضاة الشيعة من القضاء وألغى الأذان بخير العمل ورفع أهل السنة وقمع الزنادقة وهذا الأمر لم يعجب أعوان الباطل والشر أتباع كل شيطان مريد فبدأت أفاعي الغدر والشر في التحرك في الخفاء للقضاء على إصلاحات صلاح الدين وهذه المؤامرات بدأت من أول يوم لتولي صلاح الدين مقاليد الأمور .
أول هذه المؤامرات قام بها مؤتمن قصر الخلافة الفاطمية وكان من الحبشة ولقبه الطواشي أي كبير الخدم حيث اتفق هذا المجرم مع الصليبيين على قدومهم للديار المصرية ليطردوا صلاح الدين ومن معه من الجيوش الشامية الإسلامية وأرسل لهم رسالة بذلك مع أحد الخدم وبقدر الله تم القبض على هذا الخادم عندما شك فيه أحد المسلمين عندما رأى هيأته الرثة ولكنه يلبس نعلين جديدين فأخذه هذا المسلم الفطن ورفعه لصلاح الدين فأخذ النعلين ففتقهما فوجد فيها الرسالة وما فيها من الاتفاق على الغدر بالمسلمين وسأل عن كاتب الرسالة فإذا هو يهودي فأخذه صلاح الدين فاعترف على الطواشي فأخذه صلاح الدين وقتله وقضى على محاولته الشريرة لإعادة الفاطميين ولما قتل صلاح الدين هذا الطواشي الخائن عزل كل خدم القصر وعين عليه أميراً من طرفه هو بهاء الدين قراقوش وهذا الأمر أغضب الحبشيون والسودان في الديار المصرية لأن الطواشي كان منهم ويحسن إليهم فاجتمعوا قرابة الخمسين ألفاً وعاثوا في الأرض فساداً وأحرقوا المدن ونهبوها فانبرى لهم صلاح الدين بجيشه في منطقة بين القصرين واستمر القتل بين الفريقين وكان العاضد ينظر من قصره على القتال وأمد العاضد الحبشيين بالسلاح ولكن صلاح الدين استطاع بذكائه أن يهزم السودان رغم ضخامة جيشهم ونفاهم إلى صعيد مصر وأخلى بيوتهم بما ظلموا واعتدوا وكانت تلك أول المؤامرات على صلاح الدين في ذي القعدة سنة 564هـ .
أما ثاني هذه المؤامرات فجاءت عندما اجتمع مجموعة من رؤساء الدولة الفاطمية الشريرة التي بادت وذهبت وهم عمارة اليمني الشاعر وابن عبد القوي داعي دعاة المذهب الشيعي الكفري والعويرس ناظر الديوان وشبريا كاتب السر وعبد الصمد الكاتب الأمير ونجاح الحمامي وبولس وهم منجم نصراني قد أغراهم بذلك الأمر وبشرهم بالنصر بعلم النجوم , كل هؤلاء كانوا من أعيان الدولة الهالكة وعز عليهم ما جرى لهم من اندحار باطلهم فراسلوا بعضهم واتفقوا مع بعض طلاب الدنيا من جند صلاح الدين على استدعاء الصليبيين مرة أخرى من صقلية وساحل الشام للديار المصرية لإعادة الدولة الفاطمية وفي نفس الوقت أغرى عمارة اليمني شمس الدين الأيوبي أخا صلاح الدين الأكبر للذهاب لليمن ليستولي عليها ويترك صلاح الدين وحده في مصر فتضعف قوته وبالفعل ذهب شمس الدين لليمن وبدأ في تنفيذ مخططهم وراسلوا الصليبيين , ولكن فضل الله عز وجل كان على المؤمنين عظيماً فلقد أعمى الله قلوبهم فأدخلوا معهم في خطتهم الشريرة القاضي انب نجية فحضر ما قالوا وسايرهم ثم ذهب إلى صلاح الدين وأخبره بما حدث وانكشفت خططتهم فأخذهم صلاح الدين وقررهم بذلك الأمر فاعترفوا به ولم ينكروه فاستفتى صلاح الدين فيهم العلماء والفقهاء فأفتوا جميعاً بقتلهم جميعاً وصلبهم وذلك في 2 رمضان سنة569هـ , وكان عمارة اليمني شاعراً مشهوراً اتهمه الناس من قبل بالكفر والزندقة وأقل ما يوصف به أنه من أذناب العبيديين , ثم تتبع صلاح الدين أذناب العبيديين في الديار المصرية ليقطع دابرهم وهو ما تم بحمد الله عز وجل إلى الآن .

