غزوة دومة الجندل – تأديب الخارجين
الزمان/ 10 ربيع ثان – 5هـ
المكان/ دومة الجندل – الشام – منتصف الطريق بين العراق والشام
الموضوع /الرسول صلى الله عليه وسلم يؤدب القبائل المشاغبة على حدود الشام
الأحداث/
بعد النصر الذي تم للمسلمين في غزة بني النضير دون تضحيات زادت قوة المسلمين ورسخ سلطانهم في المدينة وتخاذل المنافقون عن الجهر بكيدهم قرر النبي صلى الله عليه وسلم تأديب قبائل الأعراب في نجد ثم التوجه بعد ذلك لملاقاة العدو الأكبر قريش في غزوة بدر الثانية أو بد الموعد والتي كان لها أكبر الأثر عندما تخلف المشركون وجنبوا عن اللقاء في حين جاء المسلمون وأقاموا ببدر وربحوا وتاجروا وغنموا سالمين غانمين , وعندها قرر النبي صلى الله عليه وسلم الاتجاه لتأمين حدود الدولة الإسلامية الوليدة خاصة على حدود الشام حيث الأسد الرابض في الشام دولة الروم .
وصلت الأخبار للنبي صلى الله عليه وسلم بأن القبائل حول دومة الجندل تقطع الطريق على القوافل وتنهب ما يمر بها وأنها قد تمادت في غيها وحشدت جموعاً كثيرة من أجل الإغارة على المدينة نفسها فاستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة سباع بن عرفطة وخرج في ألف من المسلمين وذلك في 25ربيع الأول واستعمل على معرفة الطريق رجلاً من بني غدرة اسمه مدكور .
نظراً لطبيعة أرض الشام والجزيرة المكشوفة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قرر استخدام تكتيك جديد للهجوم حيث خرج يسير ليلاً ويكمن نهاراً حتى يفاجئ أعداءهم وهم غارون وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يغير على قوم حتى يسمع منهم آذان فإذا سمع وإلا هجم فلما تأكد أنه لا آذان عندهم أي لا إسلام بينهم هجم عليهم هجوماً شاملاً سريعاً خاطفاً جعل أهل دومة الجندل يفرون في كل وجه لا يلوون على مال ولا ولد فنزل المسلمون بساحتهم فلم يجدوا أحداً وأخذوا أموالهم وماشيتهم وأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيها أياماً أمن الحدود وفرق السرايا ليبث الرعب في قلوب القبائل المحيطة حتى يرتدعوا ويبسط النبي صلى الله عليه وسلم الأمان والسلام على حدود الدولة الإسلامية وفي نفس الوقت يثبت للأعداء سيطرته على الموقف داخلياً وخارجياً وهذا من كمال حكمته صلى الله عليه وسلم .
