هل تطبق هذه النصائح الخمسة المتعلقة بالإضاءة الطبيعية؟

هل تطبق هذه النصائح الخمسة المتعلقة بالإضاءة الطبيعية؟
تعد الإضاءة الطبيعية من أهم وأقوى الوسائل المتاحة للمصورين وهي مجانية للجميع، ففهم كيفية عمل الإضاءة الطبيعية وكيفية استعمالها بفعاليّة هما أحدى الطرق الأساسية التي تسمح بتحسين المستوى الفوتوغرافي دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة على المعدات الفوتوغرافية. وفي هذا الرد قمت بكتابة ملخص عن خمس نصائح فوتوغرافية والتي أعتقد بأنها من أكثر الأمور أهمية في تحسين الطريقة التي نتعامل فيها مع الضوء الطبيعي وبالتالي تساعدنا في تحسين المستوى الفوتوغرافي لدينا..
قبل أن أبدأ في الحديث عن هذه النصائح بودي أن أوجه إنتباهك إلى حقيقة مهمة للغاية. فالمصورين يلتقطون الصور حتى يتواصلوا على نحو مرئي وبواسطة الصور يهدف المصورون إلى أن يطلعونا على قصص ما أو نقل حالة معينة أو جو ما- كيف تشعر في مكان ما أو مع شخص معين. فهذه حقيقة يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار لأنها تساعدنا على أن نرى الأمور كما هي عليه في الواقع. كما تساعدنا على إدراك أن استعمالنا للإضاءة الطبيعية ماهو سوى وسيلة واحدة فقط من وسائل التواصل البصري.
1. كن واعيًا بأن خصاص الضوء تتغير.
تتغير خصائص الضوء بسبب توقيت اليوم والطقس وظروف أخرى أخرى عديدة. ويمكنك أن تقول بأن هناك أنواع مختلفة من الضوء. وأن هذه الأنواع المختلفة من الإضاءة ستجعل المشهد ذاته يبدو مختلفًا، كما هو واضح في الصور الموجودة بالأعلى والتي التقطت في أوقات مختلفة من اليوم ( في اليسار وقت الشفق- في الوسط وقت الشروق- في اليمين في منتصف النهار ).
وبالتالي يعلم المصورأنه لو لم يلتقط المشهد بالنتيجة الذي يريدها في وقت ما أو في طقس معين، فإن الفرصة قد تتاح له في التقاط المشهد من جديد بشكل مختلف كليًا في وقت آخر وفي إضاءة أخرى.
2. لا تحكم على الإضاءة بأنها “جيدة” أو “سيئة”.
العديد منا تشرب فكرة أن الإضاءة أثناء الساعة الذهبية من اليوم هي إضاءة “جيدة” أو حتى أنها الأفضل لالتقاط الصور. وبشكل عام، تعد الإضاءة القاسية في منتصف اليوم من أسوء أنواع الإضاءة. وفي الواقع تعد هذه النظرة إلى الضوء معيقة جدًا لأي نظرة أبداعية.
تعتبر الساعة الذهبية قادرة على أن تجعل أي شيء يبدو بمظهر جمالي و سحري بسبب نوعيتها الناعمة و الدرجة اللونية الخفيفة التي تتميز فيها. تعد الصورة التي في الأعلى مثالاً رائعًا لتوضيح الطريقة التي تجمل فيها الساعة الذهبية مشهد ما. ولكن، ماذا لو أننا نريد صنع صورة لا تتعلق بجمال مكان ما أو شخص ما ؟ -أو حينما لا تكون إضاءة الساعة الذهبية مناسبة لموقف مشابهة؟
تعد الصورة الموجودة بالأعلى مثالاً جيدًا عندما قد يكون الضوء القاسي في منتصف النهار نوعًا محبذًا للاستخدام. ففي هذه الصورة، رغبت بشكل أساسي في أن أنقل الكيفية التي يكون عليها العمل في بيئة قاسية وذات شمس حارقة، إذ أردت أن أعبر عن المصاعب التي يواجهها العمال في هذه البيئة. ولو قمت بالتقاط الصورة أثناء الساعة الذهبية للتصوير فإن المشهد قد يتم تجميله و تطبيعه بنكهة حالمة، وبالتالي فإن رسالة العمل المقصودة قد لا تنقل، وفي هذه الإضاءة القاسية لمنتصف النهار ساعدتني الظلال القاسية و الألوان الفاتحة على نقل الرسالة التي أقصد.
نستنتج أن مقصدي من هذه النصيحة هو أن ننظر إلى أنواع الإضاءة الطبيعة على أنها أدوات مأخوذة من صندوق من الأدوات. فلا تنظر لهذه “الأدوات” على أنها جيدة أو سيئة، لأنها ليست سوى أدوات مناسبة أو غير مناسبة للرسالة التي ترغب بنقلها من خلال عملك.
3. مهووس بمراقبة الضوء.
راقب الضوء في حياتك اليومية-كيفية وصل الضوء إلى كل ما هو حولك وهو محمل بذرات الغبار والماء، وراقب كيف يتغير أثناء تنقلك من مكان لأخر وكيف تحجب الظلال الضوء. راقب كيف يستخدم المصورين الذين يعجبك تصويرهم الضوء في أعمالهم. والهدف من هذا هو أن تثقف نفسك و تدرب عينيك على التعرف على سيناريوهات مختلفة من الإضاءة حتى تتمكن في نهاية المطاف من أن تتوقع سيناريوهات أكثر من الإضاءة المحيرة التي قد تصادفك.
لقد كنت قادرًا على تجسيد الصورة التي في الأعلى نتيجة لمراقبتي المسبقة لسيناريوهات إضاءة مشابهة، فقد كنت أعلم أن مصادر الإضاءة الضئيلة والدخان قادران على صنع منظر ضوئي درامي مشع عندما تنير الإضاءة الدخان من زاوية معينة. وفي هذا الموقف نجد أن الشمس كانت تغرب مما أدى إلى إنارة الدخان من الزاوية المناسبة فقط للحصول على “تأثير الضوء المشع”، وكان مصدر الإضاءة ضئيل كما كنت قادرًا على جعل إضاءة المدخل أكثر ضئالة عندما طلبت من صديقي أن يحجب معظمها حيث أصبحت ذات تأثير أوضح.
4. جرب وصور لمعرفة إلى ماذا سيترجم أي شيء تقوم بتصويره من خلال الفيوفايندر.
بغض النظر عن عدد المرات التي تراقب فيها الإضاءة الطبيعية أو عدد النصائح التي تقرأها بشأن ذلك أنت تحتاج إلى الممارسة الفوتوغرافية الفعلية والتقاط الصور.
التجربة لا تؤدي بالضرورة إلى صنع أعمال رائعة إلا أنها تساعدك على فهم كيفية عمل الضوء في ظروف محددة. ومع وجود الكاميرات الرقمية لم يعد هناك أسباب تمنعنا من التقاط الفريمات (الإطارات). فعندما ترى سيناريو ضوئي مثير للاهتمام فإنك ستتساءل عن كيفية ما قد يبدو عليه في الصورة- عندما تصوره! وهذا هو ما قمت بفعله تمامًا في الصورة أعلاه. ففي هذه الصورة، رأيت أن إضاءة المشهد خلفية وفي الوقت ذاته كان هناك إضاءة من خلفي، عندها خطر في بالي مباشرة “يا ترى كيف ستكون النتيجة؟” ومن ثم قمت بخوض التجربة والتقطت بعض التعريضات و انتهى بي المطاف بعمل قوي كما أعتقد.
5. خذ التعريض مع مراعاتك للمعالجة.
بغض النظر عن مدى براعة كاميراتنا، فإننا لن نتمكن من التقاط مدى التدرج اللوني بالكامل والحاصل نتيجة لبعض الظروف الضوئية الأكثر تحديًا دون مساعدة برامج المعالجة مثل برنامج اللايت روم.
وللاستفادة القصوى من مثل هذه الظروف فإنه من المهم أن تأخذ التعريض بطريقة تمنحك فرصة لالتقاط أقصى حد ممكن من التفاصيل. وهذا قد يعني خفض أو زيادة التعريض لعناصر معينة في المشهد. إليك هذا المثال للتوضيح.
في الصورة الأولى بالأعلى، يمكنك أن ترى أن أوجه الرجال تبدو غامقة فهي منخفضة التعريض. لقد أخذت هذه الصورة مباشرة من الكاميرا وكان قراري في خفض التعريض مقصودًا، حيث أني لو أخذت التعريض المناسب للأوجه فسينجم لدي غيوم ذات تعريض مرتفع للغاية، وفي هذه الحالة لن يتسنى لي أن أظهر التفاصيل الموجودة في هذه الغيوم عندما تكون مرتفعة التعريض وستكون كبيرة مليئة بالبقع. ومن الناحية الأخرى، أعلم أني أستطيع تفتيح أوجه الرجال وإظهار التفاصيل اللازمة بواسطة تعديل بسيط لخيار الملء للضوء\الظل (Fill Light/Shadows) في برنامج اللايت روم.
إن أخذ التعريض ووضع المعالجة بالحسبان هو أمر شبيه بأن تخوض معركة ذهنية. وبالتالي يتعين عليك أن تسأل نفسك دائمًا: عن العنصر الذي يشكل أكثر أهمية للصورة وعن التفاصيل التي يمكنك أن تستغني عنها و عن التفاصيل الأخرى التي لا يمكنك أن الاستغناء عنها. وفي النهاية قد تكون هناك حالات لا يمكننا فيها الحفاظ على التفاصيل فيها بواسطة خفض التعريض أو زيادته وعلينا أن نتقبل ذلك إلى أن تتحسن التقنية الفوتوغرافيّة.
نصائح أخيرة.
بغض النظر عن الكم الذي نقرأه عن التصوير لنصبح مصورين أفضل فأنه لا يوجد هناك طريقة أفضل من الممارسة الفعلية للتصوير. ولفهم الإضاءة الطبيعية بأفضل شكل ممكن يتعين عليك مراعاة النصائح المذكورة أعلاه وممارسة التصوير بأكبر قدر ممكن في سيناريوهات ضوئية مختلفة.
ترجمة: إيمان عبدالعزيز | المصدر