صفحات منسية

كشف حقيقة الفاطميين

الزمان/ 3 ربيع ثان – 402هـ

المكان/ بغداد عاصمة الخلافة

الموضوع / العلماء يكشفون حقيقة الفاطميين في محاضر عقدوها ببغداد

الأحداث/

منذ أن قامت الدولة الفاطمية باحتلال مصر والإعلان عن إنشاء الخلافة الفاطمية العلوية في مصر وهم لا يكفون عن مجاهرة الخلافة العباسية بالعداء والمحاربة ذلك لطبيعة عقيدة تلك الدولة الباطنية المنحرفة حتى أن خليفتهم المعز الفاطمي أمر ببناء مدينة ‘القاهرة’ وسماها بهذا الاسم تيمناً بأنها سوف تقهر الخلافة العباسية السنية , وكانت الفترة التي ظهرت فيها الدولة الفاطمية في مصر فترة ضعف للخلافة العباسية حيث تحكمت فيها دولة بني بويه الشيعة الرافضية لذلك لم يكن للعباسيين قدرة على الرد على إدعاءات الفاطميين الباطلة .

حدث تطور في الأحداث عندما تولى الخليفة القادر بالله أمر الخلافة وخفت سلطة دولة بني بويه عن العباسيين واستطاع القادر وكان صاحب عقيدة صحيحة وحب للعلم أن يجمع العلماء حوله من أجل كشف حقيقة الفاطميين الذين كثرت ادعاءاتهم الباطلة بأنهم من أل البيت وهذا العمل يعتبر من قبيل احتواء تلك الأباطيل وكشف الحقائق أمام جمهور المسلمين فيعتبر طعنة قوية لتلك الدولة الباطنية فقام القادر بالله بجمع العلماء والقضاة والأشراف وعلماء الأنساب في بغداد وكتب هؤلاء محاضر بالطعن والقدح في نسب الفاطميين وأنهم ليسوا من أهل البيت وهذا نص المحضر : ‘ إن الحاكم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم – حكم الله عليه بالبوار والخزي والدمار – ابن معد بن إسماعيل بن عبد الله بن سعيد – لا أسعده الله – فإنه لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيد الله وتلقب بالمهدي وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب وأنه منزه عن باطلهم وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وإن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون وللإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية’ وقد شهد على ما جاء في هذا المحضر خلق كثير فمن العلويين ‘الشيعة المرتضى والرضي وقيل إن الرضي كان مكره على ذلك وكان يميل للفاطميين وأبو طاهر بن أبي الطيب وابن البطحاوي وابن الأزرق وأبو عبد الله بن النعمان شيخ الرافضة وفقيه الشيعة المقدم ومن القضاة ابن الأكفاني وأبو القاسم الحوزي وبن الشيوري ومن الفقهاء أبو حامد الإسفرييني والكشفلي والقدوري والبيضاوي والصميري والنسفي وغيرهم .

هذا ما ذكره المحضر المعمول في بغداد في الطعن في نسب الفاطميين ولقد حاول بعض المؤرخين بيان أن هذا المحضر قد تم عمله تحت ضغط الخليفة وأن العلويين بالذات كانوا كارهين لذلك معتقدين صحة نسب هؤلاء الفاطميين , والحقيقة أن المؤرخين قد اختلفوا في نسب الفاطميين على عدة أقوال نذكرها هنا إن شاء الله تعالى مع بيان الراجح من هذه الأقوال :

الرأي الأول : أن الفاطميين يرجع نسبهم إلى ميمون بن ديصبان القداح اليهودي وأنه كان حداداً وقيل صباغاً بسلمية بالشام وأنه ادعى الإسلام ثم دخل بلاد المغرب وانتسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق مستغلاً جهل البربر وقلة العلم هناك ثم أنه ولد ابنه ‘عبيد الله’ الذي تلقب بالمهدي وهو مؤسس تلك الدولة الفاطمية , ولقد ذهب المقريزي في خططله أن القداح كان له ولد اسمه ‘عبد الله’ قد وضع كتاباً في نصرة الزندقة والانحلال في الدين قائم على سبع دعوات متدرجة للانسلاخ من الدين والتحول للإباحية ومن نسل عبد الله هذا كان المهدي وهو سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون بن ديصان اليهودي .وهذا ما ذهب إليه العلماء في محاضر بغداد وهذا هو الراجح وعليه الجمهور .

الرأي الثاني : أن الفاطميين يرجع نسبهم إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وأنه قد هرب من المدينة بعدما انكشفت دعوته هناك ودخل نيسابور وتزوج هناك وأنجب ولداً اسمه ‘عبد الله’ الذي صار الإمام بعد ذلك ودخل المغرب ولما مات قام ابنه أحمد بالأمر ثم الحسن ولم يكن له ولد ثم ظهرت شخصية المهدي وهؤلاء يقولون بوجود مرحلة الستر بين محمد بن إسماعيل والمهدي لأن الشخصيات المذكورة إنما هي شخصيات وهمية لا وجود لها إلا في كتبهم فقط , قال ابن خلكان في نسب الفاطميين ‘قد اختلف في نسب المهدي هذا اختلافاً شديداً فالبعض يقول هو ‘عبيد الله بن الحسن بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب’ ثم بين ابن خلكان كذب هذا النسب , وممن وافق على هذا النسب من المؤرخين المعتبرين ‘ابن الأثير في الكامل’ وجزم بصحته ‘ابن الأثير معروف بميله للشيعة’ .

الرأي الثالث : أن الفاطميين يرجع أصلهم إلى الباطنية وقد خرج منهم عبيد الله بن الحسن بناحية القيروان وخدع قوماً من كتامة وقوماً من البربر المصامدة بحيل ونير نجات أظهرها لهم كرؤية الخيالات بالليل وظن هؤلاء الجهلة أنها معجزة له ومن أقوى الأدلة على ذلك أن القرامطة لما هجموا على مكة وأخذوا الحجر الأسود أرسل المهدي إلى أبي طاهر يلومه على ما فعل بمكة حيث سلط الناس على الكلام فيهم وانكشف أسرارهم التي كانوا يبطونها بما ظهر من صنيعهم هذا القبيح وأمره برد ما أخذه منها فأجابه لذلك وأعاده .

والحق في هذه المسألة أن الفاطميين لا نسب لهم عند أل البيت وأنهم نتاج مؤامرة واسعة محكمة للقضاء على الإسلام اشترك في هذه المؤامرة أطراف عديدة جمعهم كره الإسلام وبغض الشرع وحب التحلل والإباحية فاشترك في تلك المؤامرة اليهود والمجوس والكفار الإباحيون للوصول في النهاية إلى كيان قائم يحتمي تحت لواءه كل كافر وملحد وعدو للإسلام من أجل القضاء على الإسلام ولكن الله عز وجل أذهب كيدهم في نحورهم وزالت هذه الدعوة إلى غير رجعة سنة 564على يد الدولة الأيوبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى